فوز الغرافة وتعثر السد ينهي السباق علي الدرع
الجولة "24" تشعل صراع الجبهات في خمس مباريات لا تقبل الهزيمة
متابعة - صفاء العبد : هذه جولة لا تشبه غيرها ، فالهزيمة فيها ممنوعة منعا قاطعا ، والكل يبحث عن الفوز الذي لابد منه وفقا لحسابات تختلف من فريق الي اخر .. والحسابات هذه انما ترتبط بموقف كل فريق وبحجم طموحاته وتطلعاته او لنقل بحجم ما يحمله من امال في المتبقي من عمر الدوري الذي يقترب كثيرا من خاتمته ..
اما الطموحات هذه او الامال فانها تدور في ثلاث جبهات ، الاولي عند القمة التي تكاد تعلن عن بطلها ، وربما يتحدد ذلك خلال هذه الجولة تحديدا ، والثانية عند حدود المربع الذي يشهد صراعا مريرا عند مركزه الرابع المتأرجح وغير المستقر حتي الان ، والثالثة عند ذيل القائمة والتي تكاد تعلن هي الاخري وربما قبل الخاتمة عن الفريق الذي سيشد الرحال ليودع الكبار ويعود الي دوري المظاليم ..
بين الواقع و" السراب " ..!
وفي الحقيقة فان لقب الدوري في نسخته الحالية بات اليوم اقرب من اي وقت مضي الي الغرافة الذي لم يعد بحاجة الي اكثر من اربع نقاط فقط من مبارياته الاربع المتبقية لكي يتوج بطلا للمرة الخامسة في تاريخه بغض النظر عن نتائج الاخرين .. فمع انتهاء الجولة السابقة التي حملت الرقم 23 ، وبعد ان رفع رصيده الي 59 نقطة اثر الفوز التاسع عشر له هذا الموسم وكان علي الخور بثلاثية نظيفة ، كان الغرافة قد أكد تفوقه واحقيته باللقب الذي يطرق ابوابه تاركا لاقرب ملاحقيه ، السد حامل اللقب ، فرصة التشبث بامل يكاد يكون في منتهي الصعوبة ان لم نقل انه بات اقرب الي سراب ..!!
فمع ان الامر يبقي مقبولا حسابيا الا انه لا يبدو كذلك ابدا من الناحية المنطقية رغم ايماننا المطلق بان كرة القدم لا تعترف بالمنطق وان النتائج فيها قد تقلب كل التوقعات وربما تذهب احيانا الي ابعد من ذلك عندما تأتي بنتائج تثير الدهشة والذهول ..!
نعم ، الحسم ممكن غداً..
غير ان الاهم في ذلك هو ان الحسم قد لا يتوقف فقط علي النقاط الاربع التي نتحدث عنها هنا لان الامر يتعلق ايضا بنتائج السد ، فاي تعثر للسد يمكن ان يكون كافيا لحسم الامر نهائيا لمصلحة الغرافة دون الحاجة لمزيد من النقاط.. وهذا يعني ان الجولة المقبلة التي تحمل الرقم (24 والتي تقام مبارياتها السبت والاحد يمكن ان تشهد الحسم غدا في حالة خسارة السد او حتي تعادله في مباراته امام ام صلال وفوز الغرافة علي قطر في المباراة اتي تعقبها مباشرة .. اما اذا فاز كلا الفريقين المتصارعين فان الامر عندها يمكن ان يحسم بنقطة واحدة فقط يكسبها الغرافة او يفقدها السد من الجولات الثلاث الاخيرة ..
وهكذا نجد ان الحسم بات علي الابواب فعلا وان مهمة السد في الاحتفاظ باللقب ، الذي كان قد احرزه 12 مرة اخرها في الموسمين السابقين ، اصبحت في غاية الصعوبة ان لم نقل انها باتت غير ممكنة منطقيا علي الاقل رغم انه يواصل نجاحاته المتلاحقة بعد ان سجل في الجولة السابقة فوزه الخامس علي التوالي ، وهو الفوز الخامس عشر له في الموسم ،وكان علي السيلية بهدف وحيد ليرفع رصيده الي 50 نقطة لكنه ظل متاخرا عن الغرافة المتصدر بفارق النقاط التسع ..
هل يؤجلها الفريق القطراوي ..؟
وفي العموم فان مباراة كلا الفريقين المتصارعين عند القمة ليست سهلة .. ففريق قطر الذي سيواجه الغرافة يدرك هو الاخر ان وجوده في المربع الذي يشغل فيه المركز الرابع مهدد باستمرار وانه يمكن ان يغادره في حالة اي تعثر لا سيما وان الفارق بينه وبين الريان الذي يطارده لا يتعدي حدود النقطة الواحدة ، كما انه يدرك ايضا ان مباراة الريان قد تكون اسهل من مباراته هذه امام الغرافة الذي سبق وان هزمه مرتين في الجولتين السابقتين وبنتيجة 5 - صفر و 3 - 2 .. غير انه لابد وان يخوضها هذه المرة بروح معنوية عالية مستمدة من تصاعد مستواه الذي اهله لتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في الجولات الثلاث الاخيرة وهذا ما يزيد من حدة الاثارة التي تجعلنا نترقب هذه المباراة الكبيرة ..
غير ان الترقب هنا لا ينحصر بهذه المباراة المهمة فقط ، بل هو يشمل ايضا ، وبذات القدر من الاهمية ، المباراة التي تسبقها والتي تجمع السد مع ام صلال ، ليس فقط لان نتيجتها يمكن ان تحدد بشكل او باخر حسم اللقب او تأجيله وانما ايضا بسبب المسيرة الناجحة لكل من الفريقين ولا سيما في القسم الثالث هذا حيث لم يتعرض اي منهما لاي تعثر سواء بالخسارة او حتي بالتعادل..
ولأم صلال دوره أيضا ..
وبقدر ما سيكون السد حريصا علي التمسك بالامل حتي النهاية ، بقدر ما سيكون فريق ام صلال جادا جدا في تمسكه بالمركز الثالث الذي يشغله حاليا برصيده البالغ 41 نقطة يحدوه الامل طبعا في ان يجعل من مباراته هذه حافزا جديدا في بحثه عن مركز الوصيف لان الفارق بينه وبين السد سيتقلص الي ست نقاط في حالة فوزه اضافة الي ان فوزه هذا سيضمن له الي حد بعيد البقاء في المربع علي اقل تقدير ..
درجال يربك حسابات اتوري ..
اما علي صعيد المباريات الثلاث الاخري لهذه الجولة والتي تقام الاحد فان الانظار ستتسلط بقوة علي اللقاء الذي يجمع بين الريان الخامس حاليا برصيده البالغ 33 نقطة والوكرة الثامن برصيده البالغ 23 نقطة .. فرغم الفارق الواسع بين مركزي الفريقين وبين رصيديهما والذي يصل الي عشر نقاط الا ان مباراتهما هذه تحظي بالكثير من الاهتمام ولاكثر من سبب بينها ما يتعلق بالريان الذي يتمسك بفرصة العودة الي المربع رغم تعرضه لهزيمتين متتاليتين في مباراتيه الاخيرتين امام السد وام صلال ، وبينها ايضا ما يتعلق بالوكرة الذي سيدخل المباراة بنشوة الانعطافة المهمة التي احدثها في الجولة السابقة عندما وضع حدا لمسلسل هزائمه وذلك من خلال الفوز المهم والكبير الذي حققه علي العربي 3 - 2 تحت قيادة مدربه العائد بقوة عدنان درجال والذي نجح في مداواة الكثير من جراح فريقه من خلال هذا الفوز الذي سيمنح اللاعبين زخما معنويا كانوا بامس الحاجة اليه .. كما ان من بين الاسباب المهمة التي تمنح هذا اللقاء الكثير من الترقب هو ما آلت اليه مباراتا الفريقين في القسمين السابقين حيث كان الوكرة هو الذي فاز في الاولي وبهدفين لهدف بينما كان الريان قد فاز في الثانية وباربعة اهداف لهدف ..
رياح الشمال قد تعصف بروماو ..!
اما العربي الجريح ، الذي لم يذق طعم الفوز منذ بدء القسم الثالث للدوري بعد ان تعرض لثلاث هزائم وتعادلين ليتقهقر الي المركز السادس برصيده المتجمد عند حدود 27 ، فانه سيكون في مواجهة فريق لا يقل عنه احباطا وهو فريق الشمال الذي يعيش اسوأ ايامه بعد ان بات الفريق الاقرب الي الهبوط هذا الموسم بسبب من تراجعه الي المركز العاشر والاخير برصيده البالغ 15 نقطة علما انه لم يذق طعم الفوز هو الاخر منذ ثماني جولات ، لا بل انه لم يسجل سوي ثلاثة اهداف في خمس مباريات خاضها في القسم الثالث حتي الان بينما اهتزت شباك مرماه 14 مرة وهو ما يعكس حجم المعاناة الكبيرة التي تلف هذا الفريق وتدفع به نحو الهاوية ..
ومع ذلك ، ومثلما سيكون من حق العربي ان يبحث عن فوزه الاول في هذا القسم خلال هذه المباراة التي يفترض ان تكون كفته هي الارجح فيها وفقا لجميع المقاييس ، مثلما سيكون من حق الشمال ايضا ان يتشبث بالامل ويتمسك بفرصة البقاء من خلال ما يمكن ان يحققه في مبارياته الاخيرة ومنها مباراته هذه مع فريق سبق وان تعادل واياه سلبا في القسم الاول قبل ان يخسر امامه بصعوبة وبثلاثة اهداف لهدفين في القسم الثاني ..
الملعب والخور يتحديان السيلية ..
وتبقي هناك ايضا المباراة الخامسة لهذه الجولة والتي يستضيف فيها نادي الخور فريق السيلية لتكون هذه هي ثاني مباراة تقام علي ملعب الفرسان الذين سبق وان استضافوا الشمال في الجولة قبل الاخيرة ليخطفوا فيها الفوز ويعززوا تواجدهم عند المركز التاسع بعد ان كانوا قبل ذلك قد تمكنوا من مغادرة مركز الخطر الذي شغلوه علي منذ الجولة الثامنة وحتي العشرين ..وبقدر ما سيكون الخور حريصا علي تحقيق الفوز الذي يجعله في وضع افضل واكثر امانا بقدر ما سيكون السيلية هو الاخر حريصا علي عدم التراجع عن مركزه السابع الحالي خصوصا وانه يدرك ان الوكرة يمكن ان يقفز فوقه اذا ما تعرض لتعثر جديد واذا ما نجح الوكرة في مواصلة صحوته التي بدأها في الجولة السابقة .. ومع ان السيلية سبق وان تمكن من تحقيق الفوز مرتين علي الخور في القسمين السابقين وبنتيجة 2 - 1 و 3 - صفر الا ان واقع الحال يشير الي الكثير من التحسن الذي رافق اداء الخور في مبارياته الاخيرة التي سجل فيها انتصارين في القسم الثالث هذا بينما شهدت مسيرة السيلية الكثير من التراجع مع بدء القسم الثالث الذي لم يحقق خلاله اي فوز حتي الان بل ولم يحصد خلاله سوي نقطة وحيدة من تعادله مع العربي في الجولة الاولي منه ..
هكذا يبدو الصراع المتوقع في الجولة الرابعة والعشرين هذا من الدوري ، وتلك هي الانطباعات التي تتعلق بالاحداث التي يمكن ان ترافق مبارياتها التي ستكون مرشحة لاعلي درجات القوة لان كل فريق من الفرق العشرة سيكون متمسكا بفرصة الفوز فيها بحثا عن اهدافه التي تتباين بين فريق واخر وفقا للصراع الذي يتوزع في عدة جبهات.